آخر تحديث :السبت - 18 يناير 2025 - 01:09 ص

كتابات


سيناريوهات ما بعد قذف الحوثيين باليمن إلى عين عاصفة الصراع الدولي

الثلاثاء - 31 أكتوبر 2023 - 09:55 م بتوقيت عدن

سيناريوهات ما بعد قذف الحوثيين باليمن إلى عين عاصفة الصراع الدولي

كتب / خالد سلمان.

‏تحاول السياسة الإمريكية تقسيم المخاطر وجدولتها، وحين يصل الخطر إلى درجة المس بمصالحها العليا ،هنا تتدخل حيناً في إدارة الصراع من قناة خلفية ،مستخدمة الحلفاء وأخرى بالشراكة المباشرة.
الحوثي وفق هذه المسطرة لم يعد حالة معزولة لذاتها ،محدودة المخاطر ،تفاعلات سياسته لا تتخطى الجغرافيا الوطنية ، بل في إعادة قراءة المواقف الراهنة يقفز الحوثي إلى رأس المخاطر الفوق وطنية، وغير قابل للإحتواء بصفقات سياسية ونهج ترويض بدفعات متتالية من التنازلات.
على طاولة المقامرة السياسية رمى الحوثي بالنرد، لعب بكل الأوراق دفعة واحدة في الجهة الخطأ حيث الخسارة ،أعلن نفسه كطرف غير يمني في توجهاته، وفتح قوس مخاطر يمس مساحة واسعة تتعاطى معها واشنطن كمنطقة نفوذ ، ضرب الجوار وهدد المضائق علناً ،وفي كل خطاب ومن على كل منصاته ،وأنتهى بمحاولة إرسال دفعة صواريخ لا تغير من معادلة الحرب ولاتقدم عوناً لغزة، فقط لخطب ود داخله ومحاولة لفلفة إنهياراته ،وإعادة تسويق نفسه بخطاب بطولي وهمي زائف وأرعن.
نحن أمام تداعيات جدية ،بعد أن قذف الحوثي باليمن من هوامش الصراع الدولي في غزة، إلى عين العاصفة ، إستدعى الجيوش والأساطيل ، وركل مخرجات المسارات السياسية للحل جانباً، وأجبر الجميع على البحث عن مقاربة أُخرى ومن زوايا متعددة ،أبرزها الإستعداد لحرب إزاحة فعلية وليس تقليم أظافر ،وإعادة ترتيب ميزان القوى في اليمن بشطب آلة الحوثي العسكرية ، وإجباره على مغادرة مسرح القوة.
في السعودية تجري عملية مراجعة المواقف ، ببناء حائط ردع حتى وإن استدعى الأمر إستجلابه من الدول الكبرى ، فوزير الدفاع السعودي اليوم في الولايات المتحدة، يحمل جدول أعمال يتصل بأمن السعودية ،ويناقش إحتمالية العودة إلى خيار الحرب بعد تمرير إتفاقية الدفاع المشترك مع واشنطن، وضمان حماية مناطق الثروات وعموم أراضي المملكة.
الحرب القادمة التي لا احد يتمناها ولكنها كمحصلة تبدو حتمية ، ستكون جهنم حقيقية على اليمن ، وفي أولوياتها إستئصال بشراكة إمريكية خطر يهدد الجميع .
تقلصت هوامش الخيارات وتم دمجها في خيار واحد : ممنوع بقاء الحوثي بترسانته الصاروخية ، رابضاً على مدخل البحر الأحمر,وهو مابات يعرف بلعنة ستوكهولم، يمسك بخناق أخطر الممرات المائية ، ويعلن بصفاقة تهديده للسفن التجارية ،ويرسل مقذوفاته في كل إتجاه من الجوار وحتى مصر وربما إسرائيل ، أفعال لا تنتج سوى خلق جبهة موحدة، وغرفة عمليات مشتركة وأجندة متفق عليها ،تسعى لتحرير اليمن من الحوثي وبالتالي حماية تلك الدول لمصالحها.
هل نحن أمام منعطف حاد وحاسم عنوانه يمن بلا حوثي؟
مجموعة مغامرات نزقة أسقطت القناع الولائي عن وجه الحوثي، كأداة إيرانية وغير وطنية ،وبالتالي كتب برشقاته الصاروخية البلهاء المتهورة ،شهادة وفاة حكمه، بعد تسع سنوات فجائعية وعالية الكُلفة.